منتديات الفايروس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفايروس

ثقافة عامة وأمن الأفراد والأجهزة على الإنترنت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة سيد قطب الى اهل غزة...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نهر الوفاء

نهر الوفاء


انثى عدد الرسائل : 235
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 30/12/2008

رسالة سيد قطب الى اهل غزة... Empty
مُساهمةموضوع: رسالة سيد قطب الى اهل غزة...   رسالة سيد قطب الى اهل غزة... I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 20, 2009 12:21 pm

سيد قطب

وبعد تلك السنين التي وسدت فيها في قبري حركني زيارة العديد من إخواني الشهداء القادمين من أرض الرباط والعزة "غزة" فأحببت أن أرسل من مرقدي رسالة لمن بقي منهم عسى أن ينطبق عليهم قول الحق جل شأنه : ﴿﴿
مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
﴾﴾ [الأحزاب:23]


أكتب لكم ـ يا أهل "غزة" ـ هذه الرسالة بدمي الذي ما زال يتضرج ويفوح ....
أكتبها بدمي لعله أن يكون مشعلا لكم في "غزة" كما كان مشعلا للعديدين منذ أن تقدمتُ رابط الجأش رافع الرأس لمنصة الظلم والكفر والإلحاد فقتلتُ من أجل "
لا إله إلا الله
".

إن الثبات على المبادئ والقيم يعني سفك الدماء الطاهرة من جهة ، وهو أول علامات النصر من جهة أخرى ... إن وعد الله قاطع جازم : {
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا
. . } . .
بينما يشاهد الناس أن الرسل منهم من يقتل ومنهم من يهاجر من أرضه وقومه مكذباً مطروداً ،
وأن المؤمنين فيهم من يسام العذاب ، وفيهم من يلقى في الأخدود ، وفيهم من يستشهد ،
وفيهم من يعيش في كرب وشدة واضطهاد . . فأين وعد الله لهم بالنصر في الحياة الدنيا؟
ويدخل الشيطان إلى النفوس من هذا المدخل ، ويفعل بها الأفاعيل!

ولكن الناس يقيسون بظواهر الأمور . ويغفلون عن قيم كثيرة وحقائق كثيرة في التقدير.

إن الناس يقيسون بفترة قصيرة من الزمان ، وحيز محدود من المكان .
وهي مقاييس بشرية صغيرة . فأما المقياس الشامل فيعرض القضية في الرقعة الفسيحة من الزمان والمكان ،
ولا يضع الحدود بين عصر وعصر ولا بين مكان ومكان . ولو نظرنا إلى قضية الاعتقاد والإيمان في هذا المجال لرأيناها تنتصر من غير شك .
وانتصار قضية الاعتقاد هو انتصار أصحابها . فليس لأصحاب هذه القضية وجود ذاتي خارج وجودها . وأول ما يطلبه منهم الإيمان أن يفنوا فيها ويختفوا هم ويبرزوها!

والناس كذلك يقصرون معنى النصر على صور معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم .
ولكن صور النصر شتى. وقد يتلبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة . .

إبراهيم عليه السلام وهو يلقى في النار فلا يرجع عن عقيدته ولا عن الدعوة إليها . . أكان في موقف نصر أم في موقف هزيمة؟
ما من شك في منطق العقيدة أنه كان في قمة النصر وهو يلقى في النار . كما أنه انتصر مرة أخرى وهو ينجو من النار .
هذه صورة وتلك صورة . وهما في الظاهر بعيد من بعيد . فأما في الحقيقة فهما قريب من قريب! . .

والحسين رضوان الله عليه وهو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب ، المفجعة من جانب؟ أكانت هذه نصراً أم هزيمة؟
في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة . فأما في الحقيقة الخالصة وبالمقياس الكبير فقد كانت نصراً .
فما من شهيد في الأرض تهتز له الجوانح بالحب والعطف ، وتهفو له القلوب وتجيش بالغيرة والفداء كالحسين رضوان الله عليه .
يستوي في هذا المتشيعون وغير المتشيعين . من المسلمين . وكثير من غير المسلمين!

وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام ، كما نصرها باستشهاده .
وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ، ويحفز الألوف إلى الأعمال الكبيرة ، بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه ،
فتبقى حافزاً محركاً للأبناء والأحفاد . وربما كانت حافزاً محركاً لخطى التاريخ كله مدى أجيال . .

ما النصر؟ .... وما الهزيمة؟

إننا في حاجة إلى أن نراجع ما استقر في تقديرنا من الصور . ومن القيم . قبل أن نسأل : أين وعد الله لرسله وللمؤمنين بالنصر في الحياة الدنيا!

على أن هناك حالات كثيرة يتم فيها النصر في صورته الظاهرة القريبة .
ذلك حين تتصل هذه الصورة الظاهرة القريبة بصورة باقية ثابتة . لقد انتصر محمد صلى الله عليه وسلم في حياته . لأن هذا النصر يرتبط بمعنى إقامة هذه العقيدة بحقيقتها الكاملة في الأرض .
فهذه العقيدة لا يتم تمامها إلا بأن تهيمن على حياة الجماعة البشرية وتصرفها جميعاً .
من القلب المفرد إلى الدولة الحاكمة .
فشاء الله أن ينتصر صاحب هذه العقيدة في حياته ، ليحقق هذه العقيدة في صورتها الكاملة ، ويترك هذه الحقيقة مقررة في واقعة تاريخية محددة مشهودة .
ومن ثم اتصلت صورة النصر القريبة بصورة أخرى بعيدة ، واتحدت الصورة الظاهرة مع الصورة الحقيقية . وفق تقدير الله وترتيبه.

وهنالك اعتبار آخر تحسن مراعاته كذلك . إن وعد الله قائم لرسله وللذين آمنوا .
ولا بد أن توجد حقيقة الإيمان في القلوب التي ينطبق هذا الوعد عليها .
وحقيقة الإيمان كثيراً ما يتجوز الناس فيها . وهي لا توجد إلا حين يخلو القلب من الشرك في كل صوره وأشكاله .
وإن هنالك لأشكالاً من الشرك خفية؛ لا يخلص منها القلب إلا حين يتجه لله وحده ، ويتوكل عليه وحده ، ويطمئن إلى قضاء الله فيه ، وقدره عليه ، ويحس أن الله وحده هو الذي يصرفه فلا خيرة له إلا ما اختار الله. ويتلقى هذا بالطمأنينة والثقة والرضى والقبول.

وحين يصل إلى هذه الدرجة فلن يقدم بين يدي الله ولن يقترح عليه صورة معينة من صور النصر أو صور الخير .
فسيكل هذا كله لله. ويلتزم ويتلقى كل ما يصيبه على أنه خير ..
وذلك من معاني النصر .. النصر على الذات والشهوات .. وهو النصر الذي لا يتم نصر خارجي بدونه بحال من الأحوال.


﴿﴿
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ
﴾﴾ [غافر:51]


أقول هذا لمن يفهم حقا معاني النصر الحقيقية ، أما من في قلبه شيء من الريب والشك ،
ويسأل عن أسباب تأخر النصر عن الجماعة المؤمنة فأذكر له بعض أسباب تأخر النصر الظاهر القريب ...


قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات . فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً!

و قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ، وآخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً ، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله.

و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر .
إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله.

و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، وهي تعاني وتتألم وتبذل؛ ولا تجد لها سنداً إلا الله ، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء .
وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله. فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفايروس
مدير عام
مدير عام
الفايروس


ذكر عدد الرسائل : 578
العمر : 35
العمل/الترفيه : تكنولوجيا المعلومات وأعمال إدارية محوسبة
المزاج : راااااااااااااااااااااايق ومفرفش
تاريخ التسجيل : 17/11/2008

رسالة سيد قطب الى اهل غزة... Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة سيد قطب الى اهل غزة...   رسالة سيد قطب الى اهل غزة... I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 7:53 pm

وانتصار
قضية الاعتقاد هو انتصار أصحابها . فليس لأصحاب هذه القضية وجود ذاتي خارج
وجودها . وأول ما يطلبه منهم الإيمان أن يفنوا فيها ويختفوا هم ويبرزوها!

والناس كذلك يقصرون معنى النصر على صور معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم .
ولكن صور النصر شتى. وقد يتلبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة . .


كم هي جميلة رسالة سيد قطب

أتمنى من الجميع أن يفهم ما قال

مشكووووووووورة نهر ع المشاركة الجميلة

دمتي بعز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة سيد قطب الى اهل غزة...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة من شاب إلى حبيبته
» رسالة طالب توجيهي لحبيبتو
» رسالة محشش لوزير الداخليـــة .....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفايروس :: فلسطين الحبيبة :: منتدى نصرة غزة-
انتقل الى: